مايكل الجاروش: دولة قطر كانت بادرة إيجابية لإنطلاقة الشركة نحو العالمية
Rania Magazine

مقابلات

مايكل الجاروش: دولة قطر كانت بادرة إيجابية لإنطلاقة الشركة نحو العالمية

 
 
 
Facebook
 
Twitter
 
Linkedin
 
 

الوساطة والمحسوبيات في لبنان عقبة في تنفيذ الإستثمارات

بعدما أنهى الشاب الطموح دراسته في أستراليا ونال شهادة جامعية في اختصاص الهندسة المدنية، إنخرط في سوق العمل وكانت تجربته الأولى في مجال البناء. ثمّ خاض مغامرة ناجحة في دول العالم العربي واكتسب خبرة واسعة في الإستثمار العقاري، وتنوّعت رحلته المليئة بالتحديات بين دبي والعراق، السعودية ولبنان إلى أن حطّ رحاله في قطر منذ حوالى 5 سنوات تقريباً نتيجة الثورة الصناعية والعمرانية التي شهدها هذا البلد، وتعدّدت إستثماراته بين البناء والصيانة، المطاعم، المفروشات ونظام الأمن. لذا، تُعتبر مسيرة هذا الشاب العصامي محطّ أنظار الجميع حيث عمل جاهداً لتطوير نفسه وأعماله، وما زالت لديه طموحات كبيرة وأفكار خلاقة ورؤية ثاقبة خوّلته تأسيس مجموعة الجاروش القابضة. لذا، إلتقينا مايكل الجاروش في مكتبه ليطلعنا على هذه الأعمال وعلى استراتيجية الشركة للأعوام المقبلة.

أطلعنا على نوع عملك في قطر والخدمات التي توفّرها؟

نعمل في مجال الإستثمار العقاري ولدينا شركة خاصة بالبناء ويرتكز عملنا بشكل أساسي على التعهّدات إن كان في دول الخليج أو في العراق التي تراجع حجم الإستثمار فيها في الآونة الأخيرة وتمّ التركيز على قطر حصراً. إلى جانب ذلك، تقدّم الشركة خدمات مميّزة في مجال تشييد الأبنية السكنية وأعمال الصيانة حيث تمّ افتتاح فرع خاص بترميم وصيانة الأبنية والمجمّعات السكنية التابعة للشركة في العام 2019، وهنالك توجّه جديد خلال هذا العام لتوسعة مهام الشركة في مجال الصيانة لتشمل مختلف المشاريع العقارية في دولة قطر، لأنّه من المتوقّع أن تتراجع حركة البناء في السوق القطري خلال العشر سنوات المقبلة ليتمّ التركيز فقط علىمجال إدارة المرافق أي الصيانة. أما بالنسبة إلى عالم المطاعم، فقد إفتتحنا مؤخراً Calm Street Caféوهو الأول في قطر، وأطلقنا هذه العلامة التجارية لتحصل بعد ذلك على الإمتياز التجاري Franchiseفي دول الخليج ولندن وأستراليا، إذ ابتكرنا قهوة جديدة تمتلكها الشركة حصراً، حيث نقوم بطحنها وإعدادها في دولة قطر ومذاقها المميز والفاخر مشهودٌ له من الجميع، ونعمل حالياً على تسويقها في كافة المطاعم والمقاهي والفنادق.ومنذ حوالى 6 أشهر تمّ افتتاح أول مقهى في قطر يقدّم القهوة المبتكرة ليتمّ لاحقاً افتتاح فرع جديد في لندن بغضون الـ 6 أشهر المقبلة.  

ما هو هدفك الأساسي من تنويع مجالات العمل؟

 نسعى إلى دخول مجالات جديدة لا يشوبها التعقيد أو أي صعوبات من شأنها أن تعرقل عملية التوسّع والتقدّم، كمجال البناء على سبيل المثال الذي يعتبر أحد المجالات الصعبة والمعقّدة كونه يحتاج إلى إمكانيات مادية ضخمة نظراً إلى التكاليف الهائلة التي يتمّ صرفها أثناء تنفيذ المشاريع العقارية من رواتب عمّال ومواد أولية وغيرها.. قبل الحصول على مردودها المادي خلال أشهر عدّة. بينما يحقّق مجال المطاعم أرباحاً وفيرة ويسمح بالتوسّع والإنتشار عالمياً خلال فترة زمنية وجيزة دون الحاجة إلى توظيف مبالغ مالية طائلة في هذا المجال.  لذا، نسعى اليوم من خلال رؤيتنا الجديدة إلى الحدّ من أعمال البناء في قطر لتصبح مهام الشركة محصورة فقط بالإستشارات العقارية للمقاولين والمهندسين وأصحاب الأملاك.

توجّهت من أستراليا إلى أربيل ومن بعدها إلى قطر، لماذا اخترت قطر للإستثمار فيها؟

تعتبر قطر من أرقى الأماكن حيث بدأت الشركة بالإستثمارات، وبعد فترة وجيزة إزدهرت حركة المشاريع فيها فتطوّرت الشركة وتوسّع نطاق عملها بشكل كبير. لذا، أعتبر أنّ الإستثمار في قطر كان بادرة إيجابية لإنطلاقة الشركة نحو العالمية.

ما هو المشروع الذي تصبو إليه حالياً؟  

لا ينحصر طموحي في مجال معيّن، بل يكمن هدفي الأساسي في تطوّر وتوسعة مهام شركة "الجاروش القابضة" التي تملك اليوم شركات عدّة منها المطاعم، المقاولات، نظام الأمن، صالات للمفروشات، وشركة للإستشارات الهندسية، ويبلغ عدد العاملين فيها أكثر من 150 موظفاً.

ما هي العقبات التي اعترضت عملك؟ 

هنالك عوامل عدّة ساهمت في عرقلة مسيرتي المهنية أبرزها اختلاف بيئة العمل من بلدٍ إلى آخر نظراً إلى تباين القوانين والإجراءات المعتمدة، خصوصاً في لبنان الذي يعاني اليوم من خلل في نظامه الإداري في ظلّ غياب واضح للقوانين والإجراءات التنظيمية التي تحدّد آلية تنفيذ الإستثمارات في لبنان، حيث تعتمد خريطة العمل بشكل أساسي على أساليب الوساطة والمحسوبيات، ما شكّل عقبة أساسية في المضي قدماً لتنفيذ إستثمارات جديدة في لبنان بسبب الخسائر الفادحة التي تكبّدتها جرّاء الفوضى العارمة في إدارة هذا البلد. لكن، رغم ذلك، لم أفقد ثقتي بلبنان ولا يزالوجهتي الإستثمارية الواعدة من خلال بعض المشاريع الصغيرة المتمثلة بصالة مفروشات ومكتب هندسة.

أنت إبن البقاع، هل تودّ كرجل أعمال ناجح أن تترك بصمتك الخاصة في هذه المنطقة؟

ممّا لا شكّ فيه أنّ البقاع منطقة محرومة من الإنماء المتوازن وتعاني من أزمات مالية ومشاكل جمّة على مختلف الصُعد، وتحتاج اليوم إلى حلول جديّة لمعالجة أزماتها وتنميتها وتطويرها. لذا، أرى أنّه من الضروري توحيد الجهود بين رؤساء البلديات وتشكيل إتحاد خاص يسهم في تأمين متطلّبات الأهالي وتنمية البلدات كافة. أما بالنسبة إلى المشاركة في الشأن العام على غرار مسيرة والدي، فليس لديّ رغبة بالمشاركة في الشأن السياسي أو الإنضمام إلى المجلس البلدي في ظلّ النظام السياسي القائم في لبنان، بل من الممكن خدمة أهالي البلدة من خلال تنفيذ استثمارات خاصة من شأنها أن توفّر فرص عمل لأبناء البلدة دون الحاجة إلى الانتماء لأيّ جهة سياسية.

أخبرنا عن الشهادة الجديدة التي تسعى إلى نيلها للإستفادة منها في مجال عملك؟

أسعى اليوم إلى متابعة دراسات عليا لنيل شهادة MBAمن جامعة  HEC  Parisوهي من أهمّ الجامعات في العالم، وذلك بهدف تطوير أعمال الشركة وجعلها في مصاف الشركات العالمية الرائدة في مجالها.

من هو قدوتك ومثلك الأعلى في الحياة العملية؟

لا يوجد شخص معين، لكنني على إطلاع دائم بالإنجازات التي يحقّقها رجال أعمال بارزون ومهمّون في المجتمع منهم على سبيل المثال "بيل غيتس" و"وارن بافت"، اللذان اجتهدا وعملا دون كلل أو ملل للوصول إلى القمّة.

 هل يمكن اعتبار مايكل الجاروش رجلاً عصامياً بامتياز؟

بالطبع، فقد بنيتُ نفسي بنفسي وحقّقت نجاحات كبيرة في قطر ودول عدّة، لكنني في الوقت عينه أثني على جهود والدي الذي ساندني في ريعان شبابي (18-19 عاماً) عندما بدأت بوضع حجر أساس لمسيرتي المهنية، من خلال افتتاح شركات إستثمارية عدّة في لبنان التي تعرّضت مع الأسف للخسارة والإفلاس بسبب عدم توفّر الخبرة اللازمة لإدارتها، لكن رغم ذلك حظيت بثقة والدي ودعمه المادي للخروج من هذا المأزق.

هل أنت متفائل بتحسّن الوضع الإقتصادي والسياسي في لبنان؟

إذا لم تتخذ الحكومة الحالية إجراءات فاعلة لمعالجة الأزمات التي تعصف بلبنان اليوم ولم تحرّك الطبقة الحاكمة ساكناً لتفعيل دور القطاعات الإنتاجية سينهار البلد حكماً. لكنني أعتقد أنّ الشعب اللبناني سيناضل لإعادة الإستقرار إلى البلد بعدما أصبح مُدركاً تماماً لخطورة الوضع القائم، خصوصاً لناحية عدم الإنصياع إلى السياسيين ورؤساء الأحزاب، الأمر الذي أثار دهشتي لسنوات طويلة وجعلني أتساءل: لماذا يطغى الانتماء الحزبي على الانتماء الوطني في لبنان؟.  

 
الأربعاء، 26 شباط 2020
|| المصدر: مجلة رانيا

أضف تعليقاً

الأسم *
البريد الإلكتروني *
التعليق *
كود السرّيّة *
(*) كود السرّيّة يهدف لحماية الزائر/العضو والموقع في نفس الوقت

تعليقات الزوار

    إن موقع مجلة "رانيا" لا يتحمل مسؤولية التعليقات وهو غير مسؤول عنها.

موضة

New Arrivals

صحة وتجميل

احمي بشرتك في الصيف مع عبجي
احمي بشرتك في الصيف مع عبجي

تقرير

العجز المائي سيصل إلى 610 ملايين متر مكعب عام 2035
العجز المائي سيصل إلى 610 ملايين متر مكعب عام 2035 ...
 
 
 
 
 
 
 
  • Facebook
  • Twitter
  • Insatgram
  • Linkedin
 
CONTACT US
 
Address:
Beirut, Dekwaneh, Fouad Shehab Road, GGF Center, Block A, 3rd Floor
 
Phone: +961 1 484 084
Fax: +961 1 484 284
 
Email:
[email protected]
 
 
RANIA MAGAZINE
 
RANIA MAGAZINE was first issued at the beginning of year 2002 as a monthly magazine.


RANIA MAGAZINE is concerned with economic, development, social and health affairs, news of municipalities, ministries and banks…
 
 
 
 
جميع الحقوق محفوظة @2024 لِمجلّة رانيا | برمجة وتصميم Asmar Pro