قاتلٌ عنيد يفتك خلسةً بأعضاء جسم الإنسان
Rania Magazine

صحة وتجميل

قاتلٌ عنيد يفتك خلسةً بأعضاء جسم الإنسان

 
 
 
Facebook
 
Twitter
 
Linkedin
 
 

 

 "التليّف الرئوي" أشدّ خطراً من السرطان

التليّف الرئوي هو مرض مزمن يصيب الرئتين مُسبباً ظهور ندبات عليهما، ما يؤدّي إلى صعوبة في التنفس، إنخفاض حاد في مستوى الأوكسجين في الدم وبالتالي صعوبة إيصاله لبقية أعضاء الجسم. تشير الدراسات الحديثة إلى أنّ 75% من المصابين بهذا المرض هم من الرجال وغالبيتهم من فئة المدخنين، إلاّ أنّ السبب الرئيسي لظهور هذا المرض مجهول لكن هنالك بعض العوامل المهنية والبيئية قد تزيد من مخاطر الإصابة به، فالتعرّض لفترة طويلة للتسمّم والملوّثات يؤدّي حكماً إلى تليّف الرئة كونها تتضمّن: ألياف الأسبستوس، غبار السيليكا، المعادن الثقيلة والفحم والحبوب، ورَوث الحيوانات والطيور. كما تدخل العلاجات الإشعاعية أيضاً ضمن دائرة عوامل الإصابة بالتليّف الرئوي، إذ تظهر علاماتٍ  على جسد مرضى سرطان الرئة أو الثدي الذين يخضعون للعلاج الإشعاعي تدلّ على تليّف الرئة. تعود شدّة التليّف الرئوي إلى حجم الجزء المتعرّض للإشعاع من الرئة، إلى جانب استخدام بعض أدوية العلاج الكيميائي ووجود العوامل الوراثية إذ أن بعض أنواع التليّف الرئوي وراثي.

أعراض تليّف الرئة

تتشابه أعراض التليّف الرئوي مع أعراض الأمراض الأخرى التي تُؤثّر على الرئتين، ما قد يُؤدّي إلى تشخيص المرض بشكل خاطئ. وتبدأ أعراض هذا المرض بالظهور ما بين عمر 50 إلى 70 عاماً وتتضمّن الأعراض الجانبية التالية: الشعور بضيق في التنفس خاصةً أثناء ممارسة الأنشطة البدنية، الإصابة بالسّعال الجاف والمتقطع، فقدان الوزن غير المبرّر، الشعور بالتعب وألم في المفاصل والعضلات. تعجُّر الأَصابِعوتتمثل هذه الحالة باتساع واستدارة نهايات أطراف أصابع اليدين أو القدمين.بالرغم من أنه لا يوجد علاج شافٍ من هذا المرض، إلاّ أنّ الأدوية الحديثة والمتطوّرة باتت اليوم تخفّف من أعراضه الجانبية، وتحدّ من سرعة انتشاره وتحسّن أيضاً من حياة المريض.

التشخيص المتأخّر

إن تأخّر المريض في الحصول على الرعاية المتخصّصة يمكن أن يؤدّي إلى نتائج سلبية على معدلات النجاة عند المريض. لذا، ينصح الأطباء عند الشعور بعوارض ضيق التنفّس أوالسعال المزمن، إجراء فحوصات عدّة لأنّ دقة التشخيص تساهم في نجاح العلاج. ومن ضمن الاختبارات المطلوبة من المريض بعض أنواع التصوير الطبي مثل تصوير الصدر بالأشعة السينية ((X-Ray الذي يوضّح جروح الأنسجة التي تسبّب التليّف الرئوي، وقد تكون مفيدة لمراقبة دورة المرض وعلاجه. لكن، في بعض الأحيان لا تكفي صورة الصدر بالأشعة السينية ما يستدعي إجراء التصوير المقطعي المحوسب (CT)لدمج صور الأشعة السينية التي تمّ التقاطها من عدة زوايا مختلفة لإصدار صور مقطعية مستعرضة للهياكل الداخلية في الجسم. قد يطلب الطبيب أيضاً مخطّط صدى القلب لإصدار صور ثابتة لبنية القلب بالإضافة إلى مقاطع فيديو توضّح الطريقة التي يعمل بها القلب لتقييم كمية الضغط الذي يحدث في الجانب الأيمن من القلب. ثم ينتقل الطبيب إلى نوع آخر من الفحوصات التشخيصيّة التي تحدّد وظيفة الرئة منها اختبار "قياس التنفس"، إذ يقوم المريض خلاله بعملية الزفير بسرعة وبقوة من خلال أنبوب متصل بجهاز يقيس مقدار الهواء الذي يمكن أن تحتويه الرئتان وسرعة إدخال الهواء إليهما وإخراجه. ويوجد أيضاً "قياس التأكسد" وهو اختبار بسيط يستخدم جهازاً صغيراً يوضع في أحد الأصابع لمعرفة نسبة تأكسد الدم وتشبّعه بالأوكسجين ولقياس عدد نبضات القلب بطريقة غير مباشرة. من الممكن أن يطلب الأطباء أيضاً إجراء اختبارات دم لتقييم وظائف الكبد والكلى، وللكشف أيضاً عن الحالات المرضية الأخرى لإستبعادها، كذلك اختبار "غازات الدم الشرياني" ليختبر الطبيب عيّنة من الدم لقياس مستويات الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون. في حال فشلت كل الفحوصات المذكورة أعلاه، يحتاج الطبيب عندها إلى أخذ خزعة من الرئة لفحصها في مختبر لتشخيص التليّف الرئوي.  كما يمكن الحصول على عيّنة للأنسجة من خلال إحدى الطرق التالية: "تنظير القَصبات" وهو فحص يسمح بمعاينة المسالك التنفسية العلوية والسفلية بواسطة إدخال أنبوب بصري طويل ودقيق إلى جوف المريض عبر الأنف أو الحنجرة إلى الرئتين، "الخزعة الجراحية" وهي إجراء أكثر توغلاً ولها مضاعفات محتملة إلاّ أنه في بعض الحالات قد تكون السبيل الوحيد للحصول على عينة كبيرة من الأنسجة تكفي لإجراء تشخيص دقيق. يمكن القيام بهذا الإجراء عبر جراحة طفيفة التوغل تسمّى جراحة "المنظار الصدري" بمساعدة الفيديو (VATS).بالرغم من تقدّم العلوم الطبية واستخدام الإكتشافات الحديثة والوسائل المتطورة في علاج العديد من الأمراض الخطيرة، إلاّ أنّ الأهم من ذلك هو وعي المريض ومعرفته لحالته المرضية مع الأخذ بعين الاعتبار الأعراض الجانبية لأيّ مرض وعدم تجاهلها تفادياً لانتشاره في الجسم للحدّ منه سريعاً بوصف العلاج المناسب.

 

 
الأربعاء، 26 شباط 2020
|| المصدر: مجلة رانيا

أضف تعليقاً

الأسم *
البريد الإلكتروني *
التعليق *
كود السرّيّة *
(*) كود السرّيّة يهدف لحماية الزائر/العضو والموقع في نفس الوقت

تعليقات الزوار

    إن موقع مجلة "رانيا" لا يتحمل مسؤولية التعليقات وهو غير مسؤول عنها.

موضة

New Arrivals

صحة وتجميل

احمي بشرتك في الصيف مع عبجي
احمي بشرتك في الصيف مع عبجي

تقرير

العجز المائي سيصل إلى 610 ملايين متر مكعب عام 2035
العجز المائي سيصل إلى 610 ملايين متر مكعب عام 2035 ...
 
 
 
 
 
 
 
  • Facebook
  • Twitter
  • Insatgram
  • Linkedin
 
CONTACT US
 
Address:
Beirut, Dekwaneh, Fouad Shehab Road, GGF Center, Block A, 3rd Floor
 
Phone: +961 1 484 084
Fax: +961 1 484 284
 
Email:
[email protected]
 
 
RANIA MAGAZINE
 
RANIA MAGAZINE was first issued at the beginning of year 2002 as a monthly magazine.


RANIA MAGAZINE is concerned with economic, development, social and health affairs, news of municipalities, ministries and banks…
 
 
 
 
جميع الحقوق محفوظة @2024 لِمجلّة رانيا | برمجة وتصميم Asmar Pro