تُعتبر بلدية "سن الفيل" السبّاقة دائماً في السعي نحو الأفضل، فتكاد لا تغيب عن ساحاتها العامة المشاريع التنموية التي أدّت إلى تحقيق المزيد من الإنجازات المهمّة. هذه البلدية النموذجية ممثلة برئيسها نبيل كحاله وأعضاء المجلس البلدي تولي اهتماماً خاصاً ببناء فكر الإنسان من خلال تنظيم برامج إجتماعية وثقافية عدّة تساهم في ارتقاء المجتمع. أما اليوم فقد طرأت مستجدات عدّة على عمل المجلس البلدي أدّت إلى ثقل كاهله، لذا توجّهنا إلى مكتب رئيس البلدية نبيل كحاله ليطلعنا على آلية تنفيذ المشاريع الإنمائية في البلدة، وعلى الخطوات البديلة لمعالجة أزمة النفايات في ظل تقاعس الدولة عن وضع الحلول للحدّ منها، فكان الحوار التالي:

ما هي المشاريع التنموية والبيئية التي سيتمّ تنفيذها خلال هذا العام؟   

تتحضّر البلدية لإطلاق مشاريع عدّة إلاّ أنّ الروتين الإداري يحول دون تنفيذها أو إقرارها في الوقت المحدّد. لكننا سعينا جاهدين إلى مواصلة استكمال المشاريع العالقة التي تمّ تلزيمها سابقاً أبرزها: "العنونة البريدية الحديثة" أي ترقيم الشوارع والأبنية السكنية في البلدة لتصبح متوفّرة على شبكة الانترنت وفق نظام المعلومات الجغرافي (GIS)، استحداث مواقف جديدة للسيارات في باطن الأرض من خلال الإلغاء المؤقّت للحديقة العامة لنتمكّن من تنفيذ هذا المشروع، زراعة أرضية الملعب البلدي بالعشب الاصطناعي كونه لا يحتاج إلى عناية دائمة كالطبيعي وتمّ تلزيمه إلى شركة "قطب" التي أخذت على عاتقها مسؤولية تجهيز الملعب بمواصفات عالمية. إضافة إلى ذلك، تمّ الانتهاء مؤخراً من تشييد مبنى مخفر الشرطة التابع للبلدة في محلّة جسر الباشامع مواقف للسيارات، وستقوم البلدية بتدشين هذا المشروع قريباً.

ما هي الإنجازات التي حقّقتها البلدية في الآونة الأخيرة؟

حقّقت البلدية إنجازات عدّة ساهمت في تأمين نوع من الرفاهية لأبناء البلدة منها: توسعة الحديقة العامة لاستيعاب عدد أكبر من روّادها، إنشاء ملعبين رياضيين في محلّة ضهر الجمل بمعايير عالية الجودة، وضع آلات ومعدات رياضية على أرصفة الشوارع المخصّصة لهواة رياضة المشي ونال ذلك استحسان الأهالي وأعطى انطباعاً جيداً عن أداء البلدية واهتمامها بتحقيق أهداف التنمية المحلية.

تأخذ النشاطات حيّزاً خاصاً من اهتمامات البلدية، ما هي البرامج والأنشطة الثقافية والترفيهية التي تتحضّرون لإطلاقها في الأشهر المقبلة؟

تشتهر البلدية بحركتها الدائمة في تنظيم الأنشطة لتنمية العلاقات الاجتماعية مع المواطن، فمنذ أكثر من 3 سنوات وحتى اليوم نظّمت البلدية حوالى 1000 برنامج صحي، ثقافي، ترفيهي واجتماعي بالتعاون مع الهيئات والمنظّمات والجمعيات الأهلية والمؤسسات الدينية بغية تأهيل الإنسان، كوننا بلدية تُعنى بالتنمية الفكرية وتهتمّ بالتواصل المباشر مع المواطنين لتكون على مقربة منهم والتخفيف من معاناتهم. لذا، تعدّ بلدية "سن الفيل" من المؤسسات الرسمية القريبة جداً من المواطن اللبناني.    

مع وصول مطمر برج حمود إلى قدرته الاستيعابية القصوى يجري العمل على تسوية لتوسيع جزئي للمطمر بإنشاء خلية واحدة لمدة سنة، برأيك هل ستساهم هذه الخطوة في التخفيف من وطأة الأزمة؟ وما هي الخطوات البديلة للتخلّص من نفايات بيروت الصلبة في ظلّ غياب خطّة استراتيجية ؟ 

تعتبر هذه الخطوة بمثابة كارثة حقيقية وقنبلة موقوتة كونها تندرج ضمن نطاق الحلول المؤقّتة وتساهم في تأجيل هذه الأزمة إلى أجلٍ غير مسمّى بسبب غياب خطة فاعلة تتضمّن حلولاً جذرية تحدّ من مفاعيلها. أما الخطوات البديلة فتتلخّص في عملية الفرز من المصدر، وكنّا قد أطلقنا هذه الحملة سابقاً لنشر التوعية حول أهميتها إلاّ أننا نحتاج اليوم إلى قرار حكومي يساعد البلديات كافة على تطبيق هذه العملية بالسرعة اللازمة. إلى جانب ذلك، يجب إنشاء معامل للفرز في الأماكن النائية لتفادي حصول الأسوأ من عودة النفايات إلى الواجهة من جديد. لذا، أعتبر أنه إذا تمّ إغلاق مطمر برج حمود ستجتاح النفايات شوارع البلدات وستعلو صرخة الأهالي بوجه البلديات التي تتكبّد مفاعيل هذه الأزمة على نفقتها الخاصة.

كيف تقيّم موازنة العام 2019، وهل سيكون إقرارها بمثابة "بارقة أمل" للإفراج عن مخصّصات البلديات؟

ستساهم هذه الموازنة في تخفيض العجز وتحريك العجلة الاقتصادية من جديد بعدما تمّ التداول مؤخراً عن إمكانية حصول الحكومة على الهبات الدولية لتنفيذ مشاريع تنموية جاذبة للاستثمارات. لذا، نتمنّى من الدولة الإسراع في الإفراج عن مخصّصات البلديات المحقّة ليتسنّى لنا تنفيذ مشاريع ملحّة تصبّ في مصلحة المواطن دون سواه.

هل وضعت البلدية أجندتها السياحية لإطلاق الحفلات والمهرجانات الصيفية في هذا الموسم؟

لم تعمد البلدية إلى تنظيم المهرجانات على نطاق واسع هذا العام نظراً إلى تردّي الأوضاع الاقتصادية، بل تمّت إقامة بعض الحفلات الترفيهية فقط رأفةً بوضع المواطن اللبناني. إلاّ أننا نأمل بأن تزول هذه الأزمة في القريب العاجل لتعود بلدية "سن الفيل" إلى حيويتها الدائمة في إقامة المهرجانات الصيفية السنوية.