روجيه إدّه: نحتاج الى رئيس مُحاط بقيادات تأسيسية لا خوف إطلاقاً على القطاع المصرفي اللبناني القابل للتكيّف مع التحديات
Rania Magazine

مقابلات

روجيه إدّه: نحتاج الى رئيس مُحاط بقيادات تأسيسية لا خوف إطلاقاً على القطاع المصرفي اللبناني القابل للتكيّف مع التحديات

 
 
 
Facebook
 
Twitter
 
Linkedin
 
 

رجل متمسّك بوطنيته ويحب وطنه الى أبعد حدود. إنّه رئيس حزب السلام اللبناني روجيه إدّه الذي تحدّث الى مجلتنا وعبّر عن آرائه حول الفراغ الرئاسي وتداعياته وعن  اتفاقية  عون وجعجع وصراع الطوائف.

أمّا لو كان في سدّة رئاسة الجمهورية لكان من أولوياته السياحية تطوير مطار حامات وغيره من الأمور في هذا اللقاء الصريح والشفّاف.

من خلال دوركم الإقتصادي كيف ترون شخصية رئيس الجمهورية المُقبلة ؟

لا أتوقع إنتخاب رئيس جمهورية قبل تحقيق "مساومة دستورية تاريخية" من خلال نافذة الدستور التي تدعو   الى إلغاء الطائفية  متكاملة  "بسلة دستورية واحدة".مع فتح نافذة اللامركزية على مصراعيها للتوصّل الى نظام إتحادي بين المحافظات الحالية أو ضعفيها، بحيث نتمثّل بالنموذج "الكونفدرالي" السويسري، بعيداً عمّا نعاني منه أكثر من أي يوم مضى، أي بعيداً عن نظام "فدرالية الطوائف" في نظام مركزي يشرعن الصراع الأهلي الدائم على محاصصة السلطة المركزية وريعها فساداً، وتفشيلاً  للآلية  الديمقراطية التي ندعي، ونحن منها براء. ذلك أنّ صراع الطوائف شرعن "التبعية المشينة" للمتصارعين على النفوذ في العالم، لا سيما  العالم العربي والإسلامي مثلما "شرعن الزبائنية" في الداخل والخارج، وشرعن الفساد والإفساد "عالمكشوف وعلى عينك يا تاجر" وبمنطق حق الأقوى، (la raison du plus fort de La Fontaine) "شاء من شاء وأبى من أبى" علماً أنّ هذا النموذج الإتحادي هو الخيار الوحيد لتلافي الحروب الأهلية وإنقاذ دول المشرق المتأجّجة حروبها، من التقسيم والتهجير المذهبي والإثني. أما شخصية رئيس الجمهورية فإنّه يتعيّن أن تكون شجاعة معنوياً  لقيادة الأمة في الإتجاه الصحيح وهي حاجة معينة لمواصفات رئاسية. نحن في مرحلة تأسيسية نحتاج فيها الى رئيس محاط بقيادات تأسيسية، أولويتها التغيير الجذري الإنقاذي بدون المخاطرة بحرب أهلية دموية، مهما كلّف الأمر من الروية والمرونة والحكمة والرئيس لكي يكون رؤيوياً هو بحاجة الى فريق عمل من الزعماء والمفكّرين وصانعي الرأي العام ليتعاونوا على تسويق الرؤى الإنقاذية، لبنانياً وإقليمياً ولصانعي القرار عالمياً، الأمر الذي يتطلب نوعية مميزة في أكثر من مضمار وفريق عمل كبيراً بعيداً عن الطموحات الشخصية، لأنّني مقتنع أنّ دور الرئيس المنتخب، أشرف وأقدس ما يمكن أن يطمح إليه مهتمّ بالشأن العام لصنع سلام دائم وحمايته وصنع دولة ناجحة وإقتصاد مزاحم ومنافس يحقّق إزدهاراً دائماً، كما هو حال التجربة السويسرية بعد قرون من الحروب الأهلية.

 

 

 

 

لو كان روجيه اده في سدّة رئاسة الجمهورية  ما هي أولى المبادرات السياحية التي يقوم بها؟

 

لو كنت رئيساً للجمهورية أو مجرّد ناشط سياحي، لكان من أولوياتي السياحية تطوير مطار حامات ليغطي على الأقلّ النصف الشمالي من الساحل والجبل اللبناني، ثانياً: مطار بيروت وساحل الأوزاعي المحتلة فيه الأملاك الخاصة، يشكلان عامل إستثمار هائل وأطالب بنقل المطار الى منطقة الشوف، وبالتالي تتحرّر بيروت جنوباً، وتعود شواطئ الأوزاعي الى أهلها، في ظلّ امكانية الإستفادة من تجربة القطاع السياحي الإنمائية في وسط بيروت،  عبر نقلها الى جنوب بيروت، شرط عدم استملاك القطاع الخاص لأنّ ذلك يجب أن يكون لبنانياً من المحرّمات، ثالثاً: يجب تخصيص وتحرير وتطوير المطارات السياحية في كل منطقة في لبنان، علماً أن هذه المطارات، بحاجة أيضاً الى مناطق حرة وأجنحة لطائرات النقل التجاري المتخصّصة "كارغو" ليعود لبنان مرفأ إقليمياً، بحراً وجواً. رابعاً: لبنان يحتاج الى مرافئ سياحية تنافس المرافئ التركية والفرنسية لليخوت والبواخر وللمدن، البواخر الـ "كروز لاينر" التي بدأت تزدهر في المتوسط والتي مردودها كبير سياحياً وإقتصادياً حيث المرافئ تؤمن خدمة اليخوت وبواخر السياحة الضخمة.

هل يعتبر القطاع المصرفي في دائرة الخطر؟ وما هي الإنعكاسات السلبية في حال تعرّض لانتكاسة؟

 

لا خوف إطلاقاً على القطاع المصرفي اللبناني القابل للتكيّف مع التحديات من أي نوع كانت لتواجده الدولي وخبرته بأزمات وجودية وأمنية أكبر من أزمة التعاطي مع القوانين الأميركية وسواها من أوروبية ودولية.

أنا شخصياً أصرّ على قانون سرية المصارف "قانون ريمون إده" في عهد الرئيس كميل شمعون، الذي أسّس لنجاح ونموّ وتدويل النظام المصرفي اللبناني. إنه قانون واضح وصارم وحاسم ودقيق ومختصر ومفيد، يكفي تطبيقه بصدق لأنه يرفع السرية عن كل صاحب حساب متهم بجرم يعاقب عليه القانون اللبناني.

لنطبقه، سيادياً، بدون تشاطر وتحايل، والعالم سيحترم ويمتثل، ونقطة على السطر. إنّ عنصر الثقة هو الرصيد الأكبر للمصارف والدول. علاقاتنا الدولية تكون نديّة بقدر ما نكون أسياداً نحترم قوانين قضائنا ونبتعد عن الفساد والإفساد. 

 

ما هي الإنعكاسات التي نتجت عن تحالف عون وجعجع في الشارع المسيحي؟

إتفاق عون وجعجع لم يكن كالإتفاق الثلاثي العام 68 بين شمعون وإده و الجميل لأجل مواجهة أزمة التسلح الفلسطيني في لبنان، الذي نجح بخلق تسونامي إنتخابي كبير. رحّب المسيحيون بتصالح زعيمي حرب ضروس سلّمت المناطق المسيحية الحرّة من إحتلال سوريا الأسد، الى الطاغية الذي أخذ، وهجّر عون وسجن كبار ضباطه وغيب قتلاً وإخفاءً من غيّب منهم، ثم سجن جعجع 11عاماً حيث عاش تحت الأرض بين الحياة والموت ، لذا كانت المصالحة ضرورية لكن توقيتها كان تعطيل إنتخاب فرنجية، وما بدا من تعاون

لإدعاء حصرية التمثيل الثنائي المسيحي، على غرار طوائف أخرى، أفرغ المصالحة من قيمتها وحسن نواياها والخلفيات. لذلك تبدو اليوم تكتيكية بلا طعم ولا نكهة سوى نكهة لعبة المصالح والتزاحم الإنتخابي،

فكان ما كان من خيبات أمل الإنتخابات البلدية، يبقى أننا مع كل مصالحة وتقارب، أياً كانت صدقية وحسن النية أو سوء النوايا. 

 

اخبرنا عن جبيل التي اصبحت اهم منطقة سياحية في لبنان  وهل هناك من صلة تعاون استثماري بينكم وبين بلدية جبيل؟

 

سوق جبيل القديم كان في النهار ممرّاً غير مستقر سياحياً وكان بعد غياب الشمس مرتعاً للحيوانات البرية، من قطط وكلاب، حققت حلمي وتكبّدت خسائر طيلة عشرة أعوام، حتى جعلته أهم مقصد سياحي في لبنان مثله مثل "إده ساندز" حيث حرّرت الشاطئ الرملي من واقع "المزبلة" وجعلته أشهر مقصد سياحي على شرقي المتوسط ينافس "الريفييرا" الفرنسية والإيطالية بكل معاني الكلمة. كل ذلك وأنا في موقع المعارض الشرس لحكومات نظام الإحتلال السوري المباشر والإيراني بالواسطة، أما إيجارات الأوقاف جميعها فتضاعفت عشر مرّات على الأقل بفضلي، ولي مع دار الإفتاء وبكركي والمالكين في القطاع الخاص أفضل العلاقات، ولا علاقة لي بصراع الصلاحيات بين بعض الأوقاف مع مشايخ محليين، لأنّني أتعاطى مع السلطات المعترف بها قانوناً ومع أصحاب الملك السعداء بمن أثراهم بفضل ما حقّق لسوق جبيل. أمّا الأمور الأخرى فهي صغائر سياسية لا تعنيني على الإطلاق، لا سيما وشوشات المشوشين من لئام القوم، "إن أنت أكرمت الكريم... وإن أنت أكرمت اللئيم..." وكفى بيبلوس جبيل الـ 7500 عام أنّها تحمل في تاريخها وطيات ثقافاتها حضارات العالم القديم الأعظم، لكنها لا تزال مهملة لجهة التنقيب عن المزيد من ثروتها الإنسانية، وهي تستحق متحفاً يستعيد من بيروت صاحبة الآثار الغنية، ما يعود لجبيل لأنه مأخوذ من جبيل. أتمنى أن يفتح باب إدارة المنطقة الأثرية حيث القاعة ليست الأهم ثقافياً، لإدارة القطاع الخاص مثلما تفعل دول العالم الأول، أكثر فأكثر يبقى أن المنطقة لا تستفيد من الآثار إن لم تدخل الحياة والمقاصد السياحية التي تجذب وتقدم خدمات سياحية وترفيهية وحياتية وحرفية وفنية، تجعل السائح يعود ويستهلك ويفتش عن "مرقد عنزة" في بلاد جبيل حيث نوعية الحياة من "فأش الموج لمرمى التلج" وحيث مار شربل و"الفيا- أبيا" والقرى العريقة والمسكونة صيفاً وشتاء على مدار السنة. 

 
الثّلاثاء، 1 تشرين الثّاني 2016

أضف تعليقاً

الأسم *
البريد الإلكتروني *
التعليق *
كود السرّيّة *
(*) كود السرّيّة يهدف لحماية الزائر/العضو والموقع في نفس الوقت

تعليقات الزوار

    إن موقع مجلة "رانيا" لا يتحمل مسؤولية التعليقات وهو غير مسؤول عنها.

موضة

New Arrivals

صحة وتجميل

احمي بشرتك في الصيف مع عبجي
احمي بشرتك في الصيف مع عبجي

تقرير

العجز المائي سيصل إلى 610 ملايين متر مكعب عام 2035
العجز المائي سيصل إلى 610 ملايين متر مكعب عام 2035 ...
 
 
 
 
 
 
 
  • Facebook
  • Twitter
  • Insatgram
  • Linkedin
 
CONTACT US
 
Address:
Beirut, Dekwaneh, Fouad Shehab Road, GGF Center, Block A, 3rd Floor
 
Phone: +961 1 484 084
Fax: +961 1 484 284
 
Email:
[email protected]
 
 
RANIA MAGAZINE
 
RANIA MAGAZINE was first issued at the beginning of year 2002 as a monthly magazine.


RANIA MAGAZINE is concerned with economic, development, social and health affairs, news of municipalities, ministries and banks…
 
 
 
 
جميع الحقوق محفوظة @2024 لِمجلّة رانيا | برمجة وتصميم Asmar Pro