هل شواطئنا ملوّثة؟
Rania Magazine

تحقيق

هل شواطئنا ملوّثة؟

 
 
 
Facebook
 
Twitter
 
Linkedin
 
 

بات هاجس نظافة مياه البحر يُؤرق راحة اللبنانيين ويجعلهم يتساءلون باستمرار عن الشواطئ النظيفة، الآمنة والصالحة للسباحة في ظلّ الانتشار الواسع للنفايات في أغلبية المناطق. يُعتبر الشاطئ اللبناني من شواطئ البحر الأبيض المتوسط الأكثر تلوّثاً وفق تقارير مصلحة الأبحاث العلمية والزراعية التي أظهرت حقائق صادمة عن معدلات مرتفعة في نسب التلوث وتباينها بين منطقة وأخرى، ليتحوّل هذا الكنز اللبناني إلى مأساة من الضروري معالجتها قبل فوات الأوان. ولأنّ الدولة غير آبهة ولا تولي هذا الموضوع الأولوية، مع العلم أن الناس علت أصواتها ولكن ما من أحد يجيب. ولأنّ مهمّتنا الإضاءة على المشاكل التي يعاني منها البلد على أمل أن يسمعنا المسؤولون ويستيقظوا من غفوتهم التي طالت، أجرينا عدّة مقابلات مع بعض رؤساء البلديات المعنيين بهذا الموضوع للاطلاع على آرائهم واقتراحاتهم.    

فرج الله كفوري: نؤكّد على نظافة بحر شكا ونعمل على تكرير مياه الصرف الصحي

 للتخفيف من حدّة التلوث

أكّد رئيس بلدية شكا فرج الله كفوري أنّ ما يُشاع عن وضع البلدات القريبة من الشاطئ قد وصل إلى مرحلة كبيرة من التلوث ليس صحيحاً، قائلاً: "إنّ بحر شكا ليس ملوّثاً وفق دراسات حديثة وفحوصات عديدة أجرتها اللجان الفاحصة بالتعاون مع متخصّصين أجانب، حيث أصدرت عدّة تقارير وكانت النتائج إيجابية، وبرهنت عن نظافة المياه مع وجود نسبة تلوث ضئيلة جداً في البحر وهي لا تؤثر سلباً على صحة المواطن، فالمعامل الصناعية الموجودة على مقربة من شاطئ البلدة لا ترمي النفايات الصلبة والأوساخ في مياه البحر مباشرة، بل تعتمد على طرق خاصة وسليمة للتخلّص منها بأقل ضرر ممكن". أما عن عملية تنظيف الشاطئ فقد أشار كفوري : "أنّ البلدة تتولى مهمّة تنظيف الشاطئ من خلال عمّال البلدية الذين يقومون بعمليات التنظيف في أماكن تجمّع الزوار للتخلّص من النفايات، وتشهد هذه المنطقة إقبالاً كثيفاً على شاطئها وزحمة كبيرة للاستمتاع بمياه البحر النظيفة والصالحة للسباحة". بدوره، أكّد عضو المجلس البلدي في شكا ميشال نعيم ما أدلى به رئيس البلدية أعلاه فيما يخصّ نتائج تقارير اللجان ونسبة تلوّث مياه البحر. وعن الحلول التي يجب اتخاذها لمعالجة تلوث البحر، أوضح نعيم: "أنّ الحلّ الأنسب لتخفيف نسبة التلوث في المياه هو من خلال الحدّ من تصريف مياه الصرف الصحي عشوائياً في البحر، عبر إنشاء محطات تكرير لمعالجة المجاري الصحية وتفادي آثارها الجسيمة، فمنذ عام جرى توقيع بروتوكول تعاون بين البلدية والجانب الفرنسي لبناء محطة تكرير متصلة بشبكات الصرف الصحي داخل منازل البلدة، وتمّت من خلالها معالجة مشكلة المجاري بشكل نهائي، حيث قدّم الفرنسيون هبة للبلدية لمساعدتها على تنفيذ هذا المشروع". 

إيلي أبو جودة: نهتمّ بتنظيف شاطئ أنطلياس ونحافظ على السلامة العامة

رأى رئيس بلدية أنطلياسإيلي أبو جودة أن من واجب وزارة البيئة إيجاد حلّ لمشكلة تلوث البحر في أغلبية المناطق، ويجب على الدولة أن تقوم بأخذ عينات من مياه البحر لإجراء الفحوصات والدراسات العلمية لتحديد نسبة التلوث الموجودة فيها، فهذه ليست من مهام البلديات وهي بالتالي غير مسؤولة بشكل مباشر عن هذه الأزمة وما ينتج عنها من تلوث وأمراض تهدّد سلامة المواطن. أما بالنسبة لمشكلة التلوث في هذه المنطقة فقد عرض أبو جودة الأسباب التي أدّت إلى تفاقم الأزمة قائلاً: "نعاني في بلدة أنطلياس من مشكلة أساسية بسبب مياه الصرف الصحي التابعة لمنطقة المتن التي تصبّ جميعها في قنوات وشبكات المجاري الخاصة لبلدتنا، ما أدى إلى زيادة الضغط على تلك الأقنية وعدم قدرتها على تحمّل الكميات الهائلة من مياه الصرف الصحي، لذلك نناشد الدولة التحرّك السريع لإيجاد الحلول الفورية والجذرية لمعالجة أزمة النفايات والحدّ منها". وعن عملية تنظيف الشاطئ من النفايات قال أبو جودة: "يقوم عمّال البلدية بتنظيف الشاطئ من الأوساخ والنفايات حتى لا تزيد من حدّة تلوثه، والحلّ برأيي هو بناء محطات تكرير أساسية تكون متّصلة بعدة شبكات وقنوات موجودة في المنازل لكي لا تصب المياه المبتذلة في البحر ويجب مراقبة عملها والتأكّد من نتائجها،  بذلك نكون حافظنا على نظافة شاطئنا من التلوث". 

حسن دبوق: نسبة التلوث في بحر صور تخضع لمعايير السلامة البيئية

أشار رئيس بلدية صور حسن دبوق إلى أنّ المركز الوطني لعلوم البحار والبحوث العلمية أصدر تقريراً تضمّن نتائج واضحة عن نسبة تلوث مياه البحر بعد مراقبة الشاطئ اللبناني لمدة عامين ونصف العام، حيث أخذ المحلّلون عيّنة من مياه بحر صور خلال هذه المدة لإجراء الأبحاث والفحوصات عليها وأظهرت نتائج التحاليل أنه نظيف وأن نسبة التلوث فيه تراعي معايير السلامة البيئية. وتجري الفحوصات بشكل دوري في نفس المنطقة، إذ يقوم معهد علوم البحار بأخذ عينات من مياه البحر لمراقبتها على مدار السنة، فقد يكون هناك تلوّث بحري في فترة زمنية معينة من السنة نتيجة تأثير بعض العوامل على البحر، فيما لا نشهد أي تلوث في فترة زمنية أخرى، وذلك لأنّ الأسباب والملوثات تتبدل مع تبدل حال البحر. وقال دبوق: "كبلدية، نقوم بالاهتمام بشاطئ الناقورة والمناطق المحيطة بنا للحفاظ على نظافتها، كما أنّ الشاطئ الشمالي لبحر صور تصبّ فيه مياه الصرف الصحي المبتذلة، فيما الشاطئ الجنوبي نظيف وصالح للسباحة". أما بالنسبة لتنظيف الشاطئ فقال دبوق: "يحرص الزائرون وأصحاب المقاهي على وضع النفايات في مكان محدّد على الشاطئ لتقوم البلدية بنقلها". أما الحلّ الأنسب لمعالجة هذه المشكلة فقد اقترح دبوق بناء محطات تكرير لمعالجة مياه الصرف الصحي من الشوائب، المواد العالقة، والملوثات التي تصبّ في البحر، وتمّ بالتعاون مع مجلس الإنماء والإعمار بناء محطتي تكرير في البلدة متصلتين بشبكات الصرف الصحي في المنازل لكنهما ما زالتا قيد التجربة للتأكّد من عملية الضّخّ فيهما، وستصبح المحطتان جاهزتين للعمل والتكرير قريباً، ولكن تبقى العبرة "بالتشغيل وليس بالإنشاء"، لذلك نعمل على  تأمين استمرارية وديمومة هذه المحطات والإدارة السليمة لها وإلاّ ستصبح دون جدوى. 

شارل حداد: يجب على الدولة إنشاء محطات تكرير

اعتبر رئيس بلدية غزير شارل حداد أنّ الوضع في بلدته يختلف عمّا هو عليه في سائر المناطق المجاورة التي تعاني من تلوث في بحرها، حيث لا يوجد مصب مجارٍ رئيسي على شاطئ البلدة ولا يتمّ ردم النفايات فيها. وعن عملية إجراء الفحوصات المخبرية للتأكّد من نسبة تلوث المياه أشار حداد إلى أن هذه المهمة تتعدى صلاحيات البلدية ومسؤولياتها، فهي تقوم بتنظيف شاطئها بالطرق البدائية أي بواسطة عمّالها. وردّاً على السؤال المطروح عن الحلول المقترحة لمعالجة الأزمة أجاب حداد: "أنّ الحلّ الوحيد هو إنشاء محطات تكرير بمواصفات دولية، ويجب على الدولة وتحديداً اتحادات البلديات أن تعمل على تنفيذ هذا المشروع بأسرع وقت ممكن للتخلّص من مشكلة الصبّ العشوائي لمياه الصرف الصحي في البحر". 

حسن غدار: نسعى لحماية شاطئ الغازية و الحلّ الوحيد اقفال مكبات النفايات على الشواطىء

أوضح عضو بلدية الغازية حسن غدار أنّ بلدته تعاني من أزمة تلوث مياه البحر، من جرّاء مكب النفايات التابع لمدينة صيدا والذي يبعد بضعة أمتار عن مدخل البلدة، فضلاً عن تسرّب مياه الصرف الصحي التي تنبع من المناطق المرتفعة وتصبّ مباشرةً في بحرها. أما بالنسبة للفحوصات الدورية لمياه البحر فأشار غدار : "أنه تمّ إجراء عدّة فحوصات ودراسات منذ حوالي العام، ولكن حالياً لم يتمّ التواصل مع البلدية من قبل الدولة أو من أي لجنة فاحصة لإعادة إجرائها، ومع ذلك أؤكّد أن جزءاً من شاطئ الغازية هو بحالة جيدة". وعن عملية تنظيف الشاطئ أشار إلى أن البلدية وضعت مستوعبات ومكبات كبيرة على الشاطئ لجمع النفايات، ويقوم عمّال البلدية بتنظيفه مرتين أو ثلاثةفي الأسبوع. اعتبر غدار أن الحلّ الأنسب هو الاعتماد على عملية الفرز من المصدر، أما فكرة إنشاء المحارق فتبقى الخيار الأضعف لأنها تشكّل خطراً على البيئة بسبب انبعاث السموم في الهواء نتيجة حرق النفايات دون مراعاة المعايير البيئية، وبذلك يتمّ نقل التلوث من البحر إلى الجو، لذلك يجب على الدولة أن تقوم بإنشاء محطات تكرير في المناطق لأنّ الغازية تفتقر لهذه المعامل، وأضاف غدار: "نسعى حالياً بالتعاون مع بلدية صيدا، اتحاد صيدا - الزهراني، ومنظّمة الأمم المتحدة لتأمين الدعم المادي اللازم لإنشاء محطة تكرير في المنطقة على أن تُبنى بطريقة هندسية وبشكل عمودي للمحافظة على ما تبقّى من مساحة الشاطئ بدل الدفاش الموجود في منطقة سينيق الذي يعمل على جمع مياه الصرف الصحي ودفعها بعيداً عن الشاطىء، لذلك نسعى جاهدين لتذليل العقبة المادية بتلقي المساعدات من الدولة أو من الاتحاد الأوروبي أو بطلب المساندة من وزارة الأشغال العامة والنقل لتنفيذ هذا المشروع، لأنّ أولويتنا كبلدية هي أن نعمل ليصبح شاطئنا نظيفاً وخالياً من الملوثات". 

 
الخميس، 4 تشرين الأوّل 2018
|| المصدر: مجلة رانيا

أضف تعليقاً

الأسم *
البريد الإلكتروني *
التعليق *
كود السرّيّة *
(*) كود السرّيّة يهدف لحماية الزائر/العضو والموقع في نفس الوقت

تعليقات الزوار

    إن موقع مجلة "رانيا" لا يتحمل مسؤولية التعليقات وهو غير مسؤول عنها.

موضة

New Arrivals

صحة وتجميل

احمي بشرتك في الصيف مع عبجي
احمي بشرتك في الصيف مع عبجي

تقرير

العجز المائي سيصل إلى 610 ملايين متر مكعب عام 2035
العجز المائي سيصل إلى 610 ملايين متر مكعب عام 2035 ...
 
 
 
 
 
 
 
  • Facebook
  • Twitter
  • Insatgram
  • Linkedin
 
CONTACT US
 
Address:
Beirut, Dekwaneh, Fouad Shehab Road, GGF Center, Block A, 3rd Floor
 
Phone: +961 1 484 084
Fax: +961 1 484 284
 
Email:
[email protected]
 
 
RANIA MAGAZINE
 
RANIA MAGAZINE was first issued at the beginning of year 2002 as a monthly magazine.


RANIA MAGAZINE is concerned with economic, development, social and health affairs, news of municipalities, ministries and banks…
 
 
 
 
جميع الحقوق محفوظة @2024 لِمجلّة رانيا | برمجة وتصميم Asmar Pro