"الحب الإلكتروني" ومخاطره
Rania Magazine

تحقيق

"الحب الإلكتروني" ومخاطره

 
 
 
Facebook
 
Twitter
 
Linkedin
 
 

اخترقت العولمة ووسائل التكنولوجيا الحديثة كافة أقطار العالم عبر أدواتها المختلفة، فقد بسطت أجنحتها لتطال جوانب عدة، وها هي اليوم تتكاثر وتتكاثف لتخترق القلوب عبر شاشة "الكومبيوتر"، وباتت تطرق الباب من دون استئذان. إنه "الحب عبر الإنترنت" الذي يغزو مجتمعاتنا ويفرض سلطته وقوانينه على العشاق.

مسافات بعيدة كانت أم قريبة... تختصرها الشاشة

 

يجلسون خلفها، يتحادثون، يدردشون لساعات طويلة، يتبادلون المشاعر والعواطف الجياشة... إنها الشاشة الذكية التي تمتص كافة الأحاسيس والمشاعر وتخبئها في جوفها من دون أن تفشي أي سرٍّ لأحد.

على الرغم من المساحة الواسعة التي توفرها هذه الشاشة الحميمة إلا أنها تملك بعض المساوئ وأبرزها:

1-   الضرر الجسدي الذي تسبّبه الجلسات الطويلة خلف الشاشات من ألم في الظهر والكتف وضعف النظر مع الوقت.

2-    خيبة الأمل التي تنتج بعد فشل العلاقة أو المحادثة.

3-    إنّ هذه المحادثات عندما تطول تعطي عدم الشعور بالثقة الكبيرة بالنفس لأنّ المتحدّث لم يجد الحب الحقيقي على أرض الواقع، منعزل في بعض الأحيان ولا يستطيع أن يظهر ما بداخله إلا عبر الشاشة. 

4-    التفكك الأسري الناتج عن تعلق المدمن بالمحادثات وعدم مشاركته عائلته أبداً .

تعلّق... حب... خداع

تنقل المحادثات الإلكترونية أصحابها الى جوّ حالم ومليئ بالرومنسية، لكنها فيما بعد تكشف أحياناً الخبايا والخفايا التي كانت مركونة في الزوايا. كثيرون أحبوا بعضهم عبر "الإنترنت"، لكنهم بعد فترة زمنية عرفوا بعض الحقائق عندما كشفوا حلقة الخداع والكذب. تتعدد الخيانات، وتتفكك هذه العلاقة وربما تؤدي الى الإنفصال بسبب عدم وجود أي نوع من الثقة المتبادلة بين الطرفين. ربما يعود أحد الأسباب الى طبع الشاب أو الفتاة الذي يمتاز بتعدد العلاقات المخفية، أو منهم من لا يستطيع الإستمرار في علاقة واحدة، أو لأسباب أخرى غيرها. في هذه الحالة فإنّ الحب قد بُني على قاعدة قابلة للإهتزاز لأنّ الشاب قد عُجب بفتاة اليوم وغداً سيعجب بأخرى والخيارات تتعدد طالما طريق الحب مشرّعة ومباحة أمام الجميع وطريقة التعارف مفتوحة وقابلة للكل وهنا يضيع الحب "الإلكتروني". 

الكذب والخداع في العلاقات الإلكترونية موجودان دائماً ومنتشران بشكل كثيف من دون حدود، فلا يوجد رادع أساسي يمنعهما إلا إرادة الشخص وحده. على الرغم من وجودهما إلا أنه توجد علاقات عاطفية وغرامية قد نجحت عبر التحادث الإلكتروني وما زالت مستمرة، لأنها من الأساس بُنيت على قاعدة ثابتة حديدية، قوامها الصدق، الإقتناع، الحب والصراحة.

مهنة الكترونية جديدة تدخل ميدان العمل

غزت المواقع الإلكترونية العديدة الشبكات العنكبوتية وفرضت نفسها بشكل قوي، إذ بات لهذا النوع من الزواج والتعارف مواقع الكترونية خاصة، وخُصّص أفراد يعملون على هذا الموضوع يومياً ويراقبون كافة التطورات. يشترك فيها الفرد ويضع جميع بياناته الشخصية بالإضافة الى المواصفات التي يطلبها للحصول على الشريك الآخر، ويجري البحث عن مطلبه. تبدأ مرحلة الإختيار وتكثر أوقات المحادثات، وتنتقل فيما بعد الى مرحلة التلاقي للتحادث على أرض الواقع. من هذا المفترق تستمر العلاقة أو تنقطع أو ربما لا تتعدى نوع الصداقة فقط.

لهذه المواقع الإلكترونية المتخصصة بالزواج والتعارف سلبياتها وإيجابياتها، فهي ربما تشكّل وسيلة تكون مستحدثة في التعارف والإلتقاء الودّي وتساهم في تقريب المسافات بين الأحباب لكنها في أحيان أخرى تدخل معترك الخداع إذ يسجل الفرد الواحد أكثر من حساب شخصي له في مثل هذه المواقع.

 
الخميس، 12 شباط 2015

أضف تعليقاً

الأسم *
البريد الإلكتروني *
التعليق *
كود السرّيّة *
(*) كود السرّيّة يهدف لحماية الزائر/العضو والموقع في نفس الوقت

تعليقات الزوار

    إن موقع مجلة "رانيا" لا يتحمل مسؤولية التعليقات وهو غير مسؤول عنها.

موضة

New Arrivals

صحة وتجميل

احمي بشرتك في الصيف مع عبجي
احمي بشرتك في الصيف مع عبجي

تقرير

العجز المائي سيصل إلى 610 ملايين متر مكعب عام 2035
العجز المائي سيصل إلى 610 ملايين متر مكعب عام 2035 ...
 
 
 
 
 
 
 
  • Facebook
  • Twitter
  • Insatgram
  • Linkedin
 
CONTACT US
 
Address:
Beirut, Dekwaneh, Fouad Shehab Road, GGF Center, Block A, 3rd Floor
 
Phone: +961 1 484 084
Fax: +961 1 484 284
 
Email:
[email protected]
 
 
RANIA MAGAZINE
 
RANIA MAGAZINE was first issued at the beginning of year 2002 as a monthly magazine.


RANIA MAGAZINE is concerned with economic, development, social and health affairs, news of municipalities, ministries and banks…
 
 
 
 
جميع الحقوق محفوظة @2024 لِمجلّة رانيا | برمجة وتصميم Asmar Pro