ملفاتهنّ الساخنة تغلي على نار اتهامات موجعة مثل الدعارة المخدرات والقتل وحتى الإرهاب أربع ساعات في ضيافة سجن "بربر الخازن" ... قصص أغرب من الخيال
Rania Magazine

تحقيق

ملفاتهنّ الساخنة تغلي على نار اتهامات موجعة مثل الدعارة المخدرات والقتل وحتى الإرهاب أربع ساعات في ضيافة سجن "بربر الخازن" ... قصص أغرب من الخيال

 
 
 
Facebook
 
Twitter
 
Linkedin
 
 

اللغة في هذا التحقيق صعبة، فهو سجن نموذجي مقارنةً بحال السجون في لبنان، تنطبق عليه المعايير والوثائق الدولية وهو في ثكنة "بربر الخازن" - فردان، يحتضن هذا السجن 65 سجينة بتهم متفاوتة ما بين قتل ودعارة ومخدرات وحتى ارهاب، ويخضعن لنظام حياة مدروس داخل غرف نظيفة، مجهزة بكل وسائل الراحة (مكيف وتلفزيون)، ويخضعن لدورات تدريبية على بعض المهن والمهارات منها التطريز، تصفيف الشعر، الرسم والكمبيوتر. لكل منهنّ حكاية، ولكل حكاية ظروفها وأسبابها وصدق المثل القائل: "من برا هالله هالله ومن جوا يعلم الله" أربع ساعات ونحن في مكان يتأقلم فيه الوجع مع الواقع والحرمان مع الحرية.

حكايات سجينات في سجن النساء

الإسم: (أ.ش) الجنسية مصرية، التهمة: تعاطي وترويج وتجارة المخدرات

ملف هذه السجينة البالغة (24) من العمر يندرج ضمن ملفات المخدرات مرفقاً بتهمة تعذيب طفلها. تعتبر هذه المتهمة موقوفة لأنه لم يصدر حكمٌ في حقّها وتمتنع عن التصوير حتى لا يعرفها أحد.

هي امرأة أميّة تروي قصتها فتقول بأنها تزوّجت مرتين وأنجبت ولداً مصاباً بالشلل نتيجة حالة التعنيف التي تعرضت لها أثناء حملها من زوجها والكدمات التي كان يضربها بها. تشدّد المتهمة على أنها مظلومة وأنّ الملفات التي فتحت جرّاء سجنها متعلقة بالمخدرات وتعنيف ابنها وهي تُعاقب بدون سبب. تستطرد قائلةً: "تعرّضت للإهانة والضرب من زوجي وأهله الذين طردوني من المنزل، فالتقيت بـ (ف.ب) الذي تحرّش بي وعذّب ابني، فوقعت التهمة عليّ. تعترف السجينة (أ.ش) بأنها قصدت جمعيات إنسانية فكانت مقاصدها غير مجدية ولم تتلق العون وتؤكّد بأنّ الحياة أرهقتها وأسباب عذاباتها تعود لأنّ والدها اغتصبها وعاشت ظروفاً قاسية، وأن السجن جعل منها امرأة قوية قادرة على قول الحقيقة والدفاع عن نفسها، أمنيتها الوحيدة أن ترى ابنها ولو للحظة واحدة وهي كما تقول ضحية المجتمع الظالم.

قتل مبطن...

الإسم: (هـ.ح)، الجنسية لبنانية، التهمة: تسهيل قتل والدتها

حكاية هذه المتهمة تفوح منها رائحة القتل، فهي لبنانية مطلّقة لديها ابنة والابنة مع امها في بيت الجدة والدة الأم. تقول المتهمة (هـ.ح) بأنّ رجلاً مجرماً غيّر حياتها لما دخل منزلها بهدف طلب يد ابنتها الوحيدة، فوافقت عليه وكانت لا تعلم بأنه يتعاطى المخدرات والإجرام على انواعه. في يوم زارها وكانت الابنة في عملها والأم اضطرت على حد قولها للذهاب الى طبيب الاسنان ايضاً فتركته مع الجدة التي ماتت خنقاً بين يديه. عادت الأم فوجدت امها المسنّة جثة هامدة وعلى وجهه علامات اظافر فهدّدها بأذية وحيدتها هذا ما روته المتهمة، مضيفة في سياق كلامها بأنها دفعت ثمن جريمة لم ترتكبها  خوفاً منه. وتطالب الرأي العام بالنظر في قضيتها مستشهدة بأنّه هو من ارتكب جريمته هذه وسجله مليء بالجرائم. تمضي المتهمة مدة أربع سنوات بدون صدور حكم في حقها، وهي وحيدة لا يزورها أحد أو يتعرّف إليها، حتى إخوتها وجيرانها تنصلوا من معرفتها، الوحيدة ابنتها التي تزورها كل شهرين مرة. يبقى السؤال عندنا لماذا بقي في البيت مع الجدة ولماذا لم ينسحب لعدم وجود خطيبته او أمها؟ هنالك حلقة مفقودة علماً ان السجينة تعاني من اضطرابات نفسية وانفصام حاد. والمخطّط هو ايضا شريك في الجريمة.

 

ملك مراد: هدفنا تحويل السجن إلى مركز لإعادة التأهيل

ما بعد الجولة الميدانية مع السجينات كانت لنا وقفة مع مأمور السجن ملك مراد التي صرّحت عن دور السجن وكيفية تأهيل السجينات لمواجهة الحياة ما بعد انقضاء فترة محكوميتهنّ فقالت:

"بربر الخازن هو سجن نموذجي نسعى إلى تطويره أكثر فأكثر وتحويله إلى مركز لإعادة التأهيل، أنفقت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ما يقارب المليون دولار على إصلاحه وترميمه، ويستقبل السجن طبيباً نفسانياً ومرشدة اجتماعية لمتابعة وضع السجينات حتى بعد خروجهنّ. يستوعب سجن "بربر الخازن" ما يقارب الـ 80 سجينة ولكنه يحتضن اليوم 65 وفيه عشر غرف تحتوي كل منها على عشرة أسرّة وتشغل كل غرفة 7 سجينات تقريباً.

المعاملة والقانون

تحدثت مراد عن معاملة السجينات فقالت: "لا قانون يفرّق في أسلوب التواصل والمعاملة مع السجينات إنما طبيعة المرأة مختلفة عن الرجل، فيها الحنان والضعف فبالرغم من نوعية عقوبتها تفرض معاملة معينة بسبب مشاكلها والبيئة الاجتماعية التي كانت تعيشها. الاحترام والمساعدة النفسية والصحية من بنود التعامل معهنّ". وتوضح ملك قائلة: "بعض السجينات لهنّ وضعهنّ الخاص، مثلاً السجينة الحامل تخصّص لها غرفة تعرف بغرفة المرضعة، تشغلها وحدها، منفردة، علماً بأنّ القانون يمنع تنفيذ الحكم في المرأة الحامل إلى أن تنجب كما يمنع دخول الأولاد إلى السجن لكن هذا القانون يشهد بعض الاستثناءات. تتكفّل وزارة الصحة بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية بتأمين حاجات الأولاد من حفاضات وأدوية وحليب... تطّلع السجينة على نظام السجن عند دخولها وتخضع للالتزام به".

عن يوميات السجينات تقول ملك: "تحق للسجينة مواجهة أهلها ثلاث مرات أسبوعياً والتحدث معهم عبر الهاتف ويحق لها شراء احتياجاتها الخاصة، مثلاً بإمكانها أن تطبخ لنفسها طبعاً بعد تفتيش اغراضها ، وأي غرض ممنوع أو مشكوك في أمره لا نُدخله".

تُفرز السجينات المحكومات عن الموقوفات، لكن في سجن "بربر خازن" عدد السجينات قليل نسبياً ويتم خلطهنّ وفقاً لحالتهنّ الاجتماعية وأعمارهنّ ومستوياتهنّ الفكرية. إنّ السجينات المثقفات يساعدن زميلاتهنّ الأميّات".

نظم وأعراف داخل السجن

"تفتح أبواب الغرف في الثامنة صباحاً، لتناول الفطور وأخذ الدواء وشرب القهوة أو الشاي بينما عند الثانية يأتيهنّ الغداء ويتم بعد ذلك تنظيف الغرف وتعداد السجينات إذ تقفل الأبواب عند الخامسة عصراً ولا تفتح إلاّ في اليوم التالي".

تخضع السجينات خلال النهار للتدريب على بعض المهن كالخياطة والتطريز وشكّ الخرز وصناعة السلال وغيرها من الحرف، كما يخضعن أيضاً لدورات تعليم في اللغات والموسيقى أو غيرهما من الفنون والحرف على أن يحصلن على شهادات فور انتهائهنّ من الدورات، وتتابع مراد تفصيلها بأنّ إدارة السجن تعمل على تأمين عمل لهنّ بعد خروجهنّ من السجن لمواجهة الحياة، كما أكّدت بأنّ الوضع الأمني مضبوط من حيث تهريب المخدرات أو محاولات الهروب.

في نهاية اللقاء أكّدت آمرة السجن ملك مراد بأنّ إدارة سجن "بربر الخازن" تعمل على تجهيز غرفة خاصة لزيارة الأولاد لأمهاتهنّ وكأنهنّ في منازلهنّ...

خلف هذه القضبان هنالك قصص وحكايات أغرب من الخيال من بطولة نساء سجينات ستعرفون المزيد عن حياتهنّ في الأعداد المقبلة ...

ناديا الحلاق

 
الثّلاثاء، 1 تشرين الثّاني 2016

أضف تعليقاً

الأسم *
البريد الإلكتروني *
التعليق *
كود السرّيّة *
(*) كود السرّيّة يهدف لحماية الزائر/العضو والموقع في نفس الوقت

تعليقات الزوار

    إن موقع مجلة "رانيا" لا يتحمل مسؤولية التعليقات وهو غير مسؤول عنها.

موضة

New Arrivals

صحة وتجميل

احمي بشرتك في الصيف مع عبجي
احمي بشرتك في الصيف مع عبجي

تقرير

العجز المائي سيصل إلى 610 ملايين متر مكعب عام 2035
العجز المائي سيصل إلى 610 ملايين متر مكعب عام 2035 ...
 
 
 
 
 
 
 
  • Facebook
  • Twitter
  • Insatgram
  • Linkedin
 
CONTACT US
 
Address:
Beirut, Dekwaneh, Fouad Shehab Road, GGF Center, Block A, 3rd Floor
 
Phone: +961 1 484 084
Fax: +961 1 484 284
 
Email:
[email protected]
 
 
RANIA MAGAZINE
 
RANIA MAGAZINE was first issued at the beginning of year 2002 as a monthly magazine.


RANIA MAGAZINE is concerned with economic, development, social and health affairs, news of municipalities, ministries and banks…
 
 
 
 
جميع الحقوق محفوظة @2024 لِمجلّة رانيا | برمجة وتصميم Asmar Pro