رئيس بلدية البترون مارسيلينو الحرك: البترون المدينة الوحيدة الخالية من التلوّث
Rania Magazine

بلديات

رئيس بلدية البترون مارسيلينو الحرك: البترون المدينة الوحيدة الخالية من التلوّث

 
 
 
Facebook
 
Twitter
 
Linkedin
 
 

يبدو حنينها واضحاً للماضي فنجد بين أزقتها القديمة تاريخنا لتُخبرنا عمّا مرّت به، وفي الوقت ذاته نرى فيها الحاضر عبر أبنيتها الحديثة لتحكي تراثها مستقبلاً. إنّها البترون إحدى مدن الشمال اللبناني الغافية على ضفاف الشاطئ الفينيقي، هي من أقدم وأعرق مدن الساحل، تبعد عن بيروت 50 كلم، و29 كلم عن طرابلس، يبلغ عدد سكانها حوالى 20 ألف نسمة. جذب موقعها المتميز العديد من المستثمرين لإقامة المنتجعات السياحية، المطاعم والفنادق على طول الشاطئ. وقد شهدت مؤخراً افتتاح القصر البلدي الجديد ويتضمن مكتبة تشمل التراث اللبناني العريق. تتطلع البترون لتنفيذ العديد من المشاريع الواعدة تنموياً، اجتماعياً واقتصادياً، وللحديث عن كل ذلك كان لنا هذا اللقاء مع رئيس الاتحاد ورئيس بلدية البترون مارسيلينو الحرك، ليخبرنا فيه عن المبنى البلدي الجديد والمكتبة الحاضنة لتاريخ لبنان.

 

تم افتتاح القصر البلدي مؤخراً، حدّثنا عنه وممّ يتألف؟

بعد أربع سنوات تم إنجاز هذا القصر البلدي المميز الذي تم بناؤه من الحجر الرملي الذي تشتهر به البترون، وقد احتجنا الى بعض الوقت حتى تمكّنا من جمع الكمية المطلوبة للبناء وبنيناها حجراً حجراً. كما يمكن ملاحظة القسم الزجاجي منه، وبذلك جمعنا بين القديم والحديث، فحافظنا على التراث وواكبنا التطوّر. ويتضمن القصر البلدي المكتبة العامة والشرطة في الطابق الأرضي، والجهاز الإداري في الطابق الأول، أمّا الثاني فهو خاص برئاسة مجلس البلدية.

 

نراك تهتم كثيراً بموضوع الكتب والمكتبات واليوم أنشأت أخرى في القصر البلدي، ما هو سبب اهتمامك بالكتب؟

أنا شخصياً أعشق الكتب. وعند مجيئي إلى البترون عام 2000 قمت بإعادة فتح مكتبة مغلقة وزوّدتها شخصياً بـ 5000 كتاب، وأرسلت الموظفة المسؤولة عنها إلى فرنسا لتدريبها حول إدارة المكتبات العامة، وانتسب للمكتبة 350 شخصاً، إلاّ أنّه منذ أربع سنوات لم يعد الإقبال على الكتب بشكل عام كالسابق بسبب الإنترنت التي وفرّت كل شيء وبسرعة وبجهد أقلّ، ما خفّف من حاجة الشباب لزيارة المكتبات، ونتيجة لذلك ركّزنا على هذا النوع من المشاريع لاستقطابهم مجدداً. تحتوي هذه المكتبة كل ما قد يحتاجه الطلاب والباحثون الذين يرغبون بإجراء دراسات عن تاريخنا، إضافة الى نشاطات عدة تقوم بها لجنة مكتبة البلدية كإجراء دورات مجانية في تعليم بعض اللغات الأجنبية، العربية والكمبيوتر، تكريم المتفوقين، إقامة معارض للكتاب وتكريم شخصيات فنية وأدبية.     

 

اخبرنا عن المكتبة القيمة في البلدية ومن أين حصلتم على الأرشيف والوثائق ؟ 

بعد الحصول على الموافقة من وزير الداخلية، تعاونّا مع جامعة الكسليك لترميم الأرشيف الموجود بالسرايا القديم والذي اهترأ جزء منه نتيجة الإهمال، وهو الآن متاح إلكترونياً ضمن المكتبة العامة في البلدية، الى جانب المكتبة الورقية. وكنا على علاقة جيدة مع السفير التركي، ما سهّل إحضار الأرشيف العثماني الخاص بقضاء البترون من خزائن اسطنبول وتمّت ترجمته الى اللغة العربية، علماً بأنّ اللغة العثمانية تختلف عن التركية. بالنسبة الى عدد الكتب والوثائق الموجودة، هناك الملايين من الكتب لأنّنا مرتبطون إلكترونياً مع عدد من  الجامعات اللبنانية والعالمية. وأنا شخصياً تفاجأت بغنى الأرشيف، إذ هناك وثائق عن جبران خليل جبران ويوسف بك كرم. كما تمكّنا من الوصول إلى مكتبات السجون، لأن السجناء بحاجة للكتاب لتثقيفهم وإلهائهم عن أفكارهم الشريرة. 

 

هل الوثائق أصلية أم أنّها نسخ؟ وهل هناك تعرفة لدخول المكتبة؟

جميع الوثائق أصلية وثمة اتفاقية مع جامعة الكسليك وشركة "فينيكس" للحفاظ على الأرشيف الذي عملنا عليه لخمس سنوات، فهو تاريخنا. أما بالنسبة الى تعرفة دخول المكتبة فهي مفتوحة مجاناً بدوام كامل لكل الأشخاص.

 

دخلت البترون بمنظّمة الدول الفرانكوفونية؟ ماذا قدّمت هذه الخطوة للبلدة؟ 

الانفتاح على الخارج والتعرّف على الدول المتطوّرة الأوروبية والأميركية وثقافاتها وأنظمتها يطوران العلاقات والمعرفة بين البلدين، فنحن لا نزال من دول العالم الثالث والتعرّف على هذه الأنظمة وكيفية التعاطي مع أحداث الحياة اليومية وخصوصاً بقوانين البلديات، يعطينا الخبرة في هذا المجال. واليوم أصبح هناك توأمة مع كل من فالانس بفرنسا ومونتريال بكندا.

 

ما هي المشاريع التي تريدون إنجازها خلال هذا العام؟

نقوم حالياً بدراسة مشروع حول ترميم الشارع العام، وتبليط الطريق مع إنارة عامة حديثة بهدف المحافظة على ذاكرة البترون وهذا هو الأهم، وقد تم ذلك بمساعدة الوزير جبران باسيل بالحصول على تمويل من بنك بيبلوس بحوالى 2.2 مليون دولار. ونعمل على مشروع آخر في البترون لمنطقة كانت مستملكة من قبل وزارة الثقافة في عهد الوزير غابي ليون، للتنقيب وكانت تحوي 19 عقاراً قديماً وبقيت هذه المنطقة مهملة، لذا قمنا مع الوزير باسيل بالحصول على مرسوم من وزير الثقافة بوضع هذه العقارات بتصرّف بلدية البترون للحفاظ عليها، ثم جاءت فكرة توزيع العقار على المغتربين ليقوموا بترميمه بحسب الثقافات المتواجدين فيها. بهذا نرمّم المنطقة بدون استعمال المال العام ونجمع الدول على بقعة صغيرة، ويتم وضع برنامج مستقبلي لصيانتها. وهذه الفكرة شارفت على النهاية، فكل البيوت تمّ توزيعها، كما هنالك مبنى سيكون متحفاً. 

 

ماذا تفعلون لاستقطاب السيّاح بشكل أكبر؟ وهل ستقومون بمهرجانات هذا الصيف؟

بدأنا من الأساسيات للبلدة من مياه الشرب الى الصرف الصحي، فهي أهمّ من كل شيء. منذ البداية بدأنا ببناء مدينة سياحية للمستقبل، فنحن المدينة الوحيدة الخالية من التلوث، وقد حافظنا على مياه الشاطئ فهي ثروتنا. لذلك كل سنة لدينا 20 ألف سائح. أما بالنسبة الى المهرجانات، فهي دولية وننظّمها كل صيف ولن نتوقف. 

 

ماذا تفعلون بما يخصّ موضوع النفايات؟

حالياً نقوم يدوياً بعملية الفرز وبيع المواد الصلبة وطمر النفايات العضوية، وقريباً سيكون هناك استملاك أرض لإنشاء معمل لقضاء البترون. هذه المشكلة ستحلّ أو سأغادر البلدية.   

 
الأحد، 14 أيّار 2017
|| المصدر: مجلة رانيا

أضف تعليقاً

الأسم *
البريد الإلكتروني *
التعليق *
كود السرّيّة *
(*) كود السرّيّة يهدف لحماية الزائر/العضو والموقع في نفس الوقت

تعليقات الزوار

    إن موقع مجلة "رانيا" لا يتحمل مسؤولية التعليقات وهو غير مسؤول عنها.

موضة

New Arrivals

صحة وتجميل

احمي بشرتك في الصيف مع عبجي
احمي بشرتك في الصيف مع عبجي

تقرير

العجز المائي سيصل إلى 610 ملايين متر مكعب عام 2035
العجز المائي سيصل إلى 610 ملايين متر مكعب عام 2035 ...
 
 
 
 
 
 
 
  • Facebook
  • Twitter
  • Insatgram
  • Linkedin
 
CONTACT US
 
Address:
Beirut, Dekwaneh, Fouad Shehab Road, GGF Center, Block A, 3rd Floor
 
Phone: +961 1 484 084
Fax: +961 1 484 284
 
Email:
[email protected]
 
 
RANIA MAGAZINE
 
RANIA MAGAZINE was first issued at the beginning of year 2002 as a monthly magazine.


RANIA MAGAZINE is concerned with economic, development, social and health affairs, news of municipalities, ministries and banks…
 
 
 
 
جميع الحقوق محفوظة @2024 لِمجلّة رانيا | برمجة وتصميم Asmar Pro